سليم بن قيس الهلالي

 سليم بن قيس الهلالي (رضوان الله عليه)

(2 قبل الهجرة ـ 76 هـ)

 اسمه وكنيته ونسبه:
أبو صادق، سُليم بن قيس الهلالي العامري الكوفي.
 ولادته:
ولد سُليم عام 2 قبل الهجرة.
 جوانب من حياته:
دخل سُليم المدينة المنوّرة أيّام عمر، وتعرَّف على صحابة رسول الله (ص)، وسألهم عن أخباره (ص) وسيرته، وبقي يحتفظ بتلك الأخبار في ذاكرته، بسبب منع تدوين الحديث أيّام عمر وعثمان.
 وفي أيّام الإمام أمير المؤمنين (ع) أصبحت الفرصة سانحة له، فقام بتدوين الحقائق التي كان يحفظها، ولذا عُدَّ من السبَّاقين في التأليف وضبط الحقائق والتاريخ.
 كان في أيّام الإمام أمير المؤمنين (ع) من شرطة الخميس، واشترك معه في معركة الجمل، وصفّين، والنهروان، وفي أيّام الإمام الحسن والإمام الحسين (ع) كان من أنصارهما، ويُرجَّح أنّه كان سجينًا في أيّام واقعة الطف.
 وبعد شهادة الإمام الحسين (ع) كان من أنصار الإمام زين العابدين والإمام الباقر (ع).
 أقوال العلماء فيه: نذكر منهم ما يلي:
1- قال أبان بن أبي عياش: (لم أر رجلاً كان أشد إجلالاً لنفسه، ولا أشد اجتهادًا، ولا أطول حزنًا، ولا أشد خمولاً لنفسه، ولا أشد بغضًا لشهرة نفسه منه).
 2- قال السيّد محمّد باقر الخونساري في روضات الجنّات: (قد كان من قدماء علماء أهل البيت (ع) وكبراء أصحابهم… ومحبوبًا لدى حضراتهم في الغاية).
 وحسب الدلالة على رفعة مكانته عندهم وغاية جلالته… أنّه لم ينقل إلى الآن رواية في مذمّته، كما روي في مدحه وجلالته…).
 3- قال السيّد محسن الأمين العاملي في أعيان الشيعة: (إنّ المترجم… يكفي فيه عد البرقي إيّاه من أولياء أمير المؤمنين (ع) كما سيأتي، وكونه صاحب كتاب مشهور، وأنّه السبب في هداية أبان بن أبي عياش، وقول أبان: أنّه كان شيخًا متعبّدًا له نور يعلوه، إلى غير ذلك).
 4- قال الشيخ عبد الله المامقاني في تنقيح المقال: (هو من الأولياء المتنسّكين والعلماء المشهورين بين العامّة والخاصّة، وظاهر أهل الرجال أنّه ثقة معتمد عليه…).
 5- قال السيّد حسن الصدر في تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام: (أوّل من كتب الحوادث الكائنة بعد وفاة رسول الله (ص)، ثقة صدوق، متكلّم فقيه، كثير السماع).
 6- قال السيّد الخوئي في معجم رجال الحديث: (ثقة جليل القدر، عظيم الشأن، ويكفي في ذلك شهادة البرقي بأنّه من الأولياء من أصحاب أمير المؤمنين (ع)).
 كتابه:
يعتبر كتاب سليم بن قيس من أهمِّ كتب الشيعة، وسمَّاه بعض العلماء: أصل من أكبر كتب الأُصول، وحوله دار كلام بين علماء الرجال، فذهب بعضهم إلى أنَّه مدسوس، وحكموا عليه بأنَّ فيه الثابت والمشكوك، والحسن والردي‏ء، والصحيح والسقيم، ورأى بعض آخر أنَّ نسبته إلى سليم ثابتة لا غبار عليها، وحاول هؤلاء الإجابة عن الإشكالات والشبهات المثارة عليه.
 مع هذا كلِّه، فإنّ سُليمًا نفسه لا قدح فيه، إذ كان من الشخصيات المتألِّقة في تاريخ التشيّع، ومن الموالين الأبرار للأئمّة الأطهار (ع).
 وفاته:
كان سُليم في الكوفة عام 75 هـ عندما قدم الحجّاج واليًا عليها، فطلبه ليقتله، فهرب منه إلى البصرة ثم إلى فارس، ولم يلبث كثيرًا حتّى مرض، ثم توفّي (رضوان الله عليه) عام 76 هـ بها.