الصفحة الرئيسية






انتقل إلى موقعنا الجديد

اضغط هنا

ومنه إلى بقية المواقع الجديدة






أحبتي في الله

إن هذا الموقع المتواضع لازال في طور الـتأسيس، ولذلك قد تجد كثيرا من علمائنا الكبار لم نذكر لهم ترجمة.

ولذلك فنهيب بكل من يملك ترجمة لعالم لم نذكره أن يقوم بإرشادنا إليها أو إرسالها لنا لنقوم بإدراجها بعد تنسيقها.

يمكنك الإرسال بالضغط على: مواقعنا والإتصال بنا. في أسفل قائمة الموقع.

مع جزيل شكرنا لكل مساهم في هذا العمل

الشارقي

******************
حقوق العلماء
فضل العلم والعلماء:
العلم.. أجلُ الفضائل، وأشرف المزايا، وأعز ما يتحلى به الانسان، فهو أساس الحضارة، ومصدر أمجاد الأمم، وعنوان سموها وتفوقها في الحياة، ورائدها إلى السعادة الأبدية، وشرف الدارين.
والعلماء.. هم ورثة الأنبياء، وخزَّان العلم، ودعاة الحق، وأنصار الدين، يهدون الناس إلى معرفة الله وطاعته، ويوجهونهم وجهة الخير والصلاح.
من أجل ذلك تظافرت الايات والأخبار على تكريم العلم والعلماء، والإشادة بمقامهما الرفيع.
قال تعالى: “قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون” الزمر/9.
وقال تعالى: “يرفع الله الذين امنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات” المجادلة/11.
وقال تعالى: “إنما يخشى الله من عباده العلماءُ” فاطر/28.
وعن أبي عبد الله (ع) قال: “قال رسول الله(ص) : من سلك طريقاً يطلب فيه علماً، سلك الله به طريقاً إلى الجنة، وإنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً به، وانه يستغفر لطالب العلم من في السماء ومن في الأرض، حتى الحوت في البحر. وفضل العالم على العابد، كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر. وإن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ولكن ورثوا العلم، فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر”.
وقال الباقر (ع) : “عالم يُنتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد”.
وقال الصادق (ع) : “إذا كان يوم القيامة، جمع الله عزَّ وجل الناس في صعيد واحد، ووضعت الموازين، فتوزن دماء الشهداء مع مداد العلماء، فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء”.
وقال أمير المؤمنين (ع) : “يا كميل، هلك خزَّان الأموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة”.
ولا غرابة أن يحظى العلماء بتلك الخصائص الجليلة، والمزايا الغر. فهم حماة الدين، وأعلام الإسلام، وحفظة اثاره الخالدة، وتراثه المدخور. يحملون للناس عبر القرون، مبادىء الشريعة وأحكامها وادابها، فتستهدي الأجيال بأنوار علومهم، ويستنيرون بتوجيههم الهادف البنَّاء.
وبديهي أنّ تلك المنازل الرفيعة، لا ينالها إلاَّ العلماء المخلصون، المجاهدون في سبيل العقيدة والشريعة، والسائرون على الخط الاسلامي، والمتحلون باداب الإسلام وأخلاقه الكريمة.
ولهؤلاء فضل كبير، وحقوق مرعية في أعناق المسلمين، جديرة بكل عناية واهتمام، وهي:
توقيرهم:
وهو في طليعة حقوقهم المشروعة، لتحليهم بالعلم والفضل، وجهادهم في صيانة الشريعة الإسلامية وتعزيزها، ودأبهم على إصلاح المجتمع الإسلامي وإرشاده.
وقد أعرب أهل البيت (ع) عن جلالة العلماء، وضرورة تبجيلهم وتوقيرهم، قولاً وعملاً، حتى قرروا أن النظر إليهم عبادة، وأن بغضهم مدعاة للهلاك، كما شهد بذلك الحديث الشريف:
فعن موسى بن جعفر عن ابائه (ع) قال: “قال(ص): النظر في وجه العالم حباً له عبادة”.
وعن أبي عبد الله (ع)  قال: “قال رسول الله(ص): أغد عالماً أو متعلماً، أو أحِبّ العلماء، ولا تكون رابعاً فتهلك ببغضهم”.
وهكذا كانوا (ع) يبجّلون العلماء، ويرعونهم بالحفاوة والتكريم، يحدثنا الشيخ المفيد (ره)، عن توقير الإمام الصادق (ع) لهشام بن الحكم، وكان من ألمع أصحابه وأسماهم مكانة عنده، أنه دخل عليه بمنى، وهو غلام أول ما اختط عارضاه، وفي مجلسه شيوخ الشيعة، كحمران بن أعين وقيس الماصر ويونس بن يعقوب وأبي جعفر الأحول وغيرهم، فرفعه على جماعتهم، وليس فيهم إلاَّ من هو أكبر سناً منه.
فلما رأى أبو عبد الله (ع) أن ذلك الفعل كبر على أصحابه، قال: “هذا ناصرنا بقلبه ولسانه ويده”.
الاهتداء بهم:
لا يستغني كل واعٍ مستنير، عن الرجوع إلى الاخصائيين في مختلف العلوم والفنون، للإفادة من معارفهم وتجاربهم، كالأطباء والكيماويين والمهندسين ونحوهم من ذوي الاختصاص.
وحيث كان العلماء الروحانيون متخصصين بالعلوم الدينية، والمعارف الإسلامية، قد أوقفوا أنفسهم على خدمة الشريعة الإسلامية، ونشر مبادئها وأحكامها، وهداية الناس وتوجيههم وجهة الخير والصلاح.. فجدير بالمسلمين أن يستهدوا بهم ويجتنوا ثمرات علومهم، ليكونوا على بصيرة من عقيدتهم وشريعتهم، ويتفادوا دعايات الغاوين والمضللين من أعداء الاسلام.
فإذا ما تنكروا للعلماء المخلصين، واستهانوا بتوجيههم وإرشادهم.. جهلوا واقع دينهم ومبادئه وأحكامه، وغدوا عرضة للزيغ والانحراف.
انظر كيف يحرّض أهل البيت (ع) على مجالسة العلماء، والتزود من علومهم وادابهم، في نصوص عديدة:
فعن الصادق، عن أبيه عن ابائه (ع) قال: “قال رسول الله (ص): مجالسة أهل الدين شرف الدنيا والاخرة” والمراد بأهل الدين، علماء الدين العارفون بمبادئه، العاملون بأحكامه.
وجاء في حديث الرضا عن ابائه (ع) ، قال: “قال رسول الله (ص): مجالسة العلماء عبادة”.
وقال لقمان لابنه: “يا بني، جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك، فإن الله عزَّ وجلّ يحيي القلوب بنور الحكمة، كما يحيي الأرض بوابل السماء”.
وعن الرضا عن ابائه (ع) قال: “قال رسول الله (ص): العلم خزائن، ومفاتحه السؤال، فاسألوا يرحمكم الله، فإنه يؤجر فيه أربعة: السائل، والمعلم، والمستمع، والمحب لهم”.
حقوق الأساتذة والطلاب:
الأساتذة المخلصون، المتحلون بالإيمان والخلق الكريم، لهم مكانة سامية، وفضل كبير على المجتمع، بما يسدون إليه من جهود مشكورة في تربية أبنائهم، وتثقيفهم بالعلوم والاداب. فهم رواد الثقافة، ودعاة العلم، وبناة الحضارة، وموجهو الجيل الجديد.
لذلك كان للأساتذة على طلابهم حقوق جديرة بالرعاية والاهتمام. وأول حقوقهم على الطلاب، أن يوقروهم ويحترموهم احترام الاباء، مكافأة لهم على تأديبهم، وتنويرهم بالعلم، وتويجههم وجهة الخير والصلاح. كما قيل للإسكندر: إنك تعظّم معلمك أكثر من تعظيمك لأبيك!!! فقال: لأن أبي سبب حياتي الفانية، ومؤدبي سبب الحياة الباقية.
وحسبك في فضل المعلم المخلص وأجره الجزيل، ما أعربت عنه نصوص أهل البيت (ع):
فعن أبي عبد الله ? قال: “قال رسول الله (ص): يجيىء الرجل يوم القيامة، وله من الحسنات كالسحاب الركام، أو كالجبال الرواسي. فيقول: يا رب أنَّى لي هذا ولم أعملها؟ فيقول: هذا علمك الذي علَّمته الناس، يعمل به من بعدك”.
ومن حقوق الأساتذة على الطلاب: تقدير جهودهم ومكافأتهم عليها بالشكر الجزيل، وجميل الحفاوة والتكريم، واتباع نصائحهم العلميَّة، كاستيعاب الدروس وإنجاز الواجبات المدرسية.
وأبلغ وأجمع ما أثر في حقوق الأساتذة المربين، قول الإمام علي بن الحسين زين العابدين (ع): “وحق سايسك بالعلم: التعظيم له، والتوقير لمجلسه، وحسن الاستماع إليه، والإقبال عليه، وأن لا ترفع عليه صوتك، ولا تجيب أحداً يسأله عن شيء حتى يكون هو الذي يجيب، ولا تحدّث في مجلسه أحداً، ولا تغتاب عنده أحداً، وأن تدفع عنه إذا ذكر عندك بسوء، وأن تستر عيوبه، وتظهر مناقبه. ولا تجالس له عدواً، ولا تعاد له ولياً. فإذا فعلت ذلك، شهد لك ملائكة الله بأنك قصدته، وتعلَّمت علمه لله جل اسمه، لا للناس”.
حقوق الطلاب:
لطلاب العلم فضلهم وكرامتهم، باجتهادهم في تحصيل العلم، وحفظ تراثه، ونقله للأجيال الصاعدة، ليبقى الرصيد العلمي زاخراً نامياً مدى القرون والأجيال.
من أجل ذلك، نوَّهت أحاديث أهل البيت (ع) بفضل طلاب العلم، وشرف أقدارهم وجزيل أجرهم.
عن أبي عبد الله، قال: “قال رسول الله (ص): من سلك طريقاً يطلب فيه علماً، سلك الله به طريقاً إلى الجنة. وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً به، وانه ليستغفر لطالب العلم من في السماء ومن في الأرض حتى الحوت في البحر. وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر”.
وعن أبي عبد الله (ع) قال: “قال رسول الله (ص): طلب العلم فريضة على كل مسلم، ألا إن الله يحب بغاة العلم”.
انظر كيف يوصي الإمام زين العابدين بالمتعلمين، في رسالته الحقوقية، فيقول (ع) : “وأما حق رعيتك بالعلم، فإن تعلم أن الله عز وجلَّ إنما جعلك قيّماً لهم فيما أتاك من العلم، وفتح لك من خزائنه، فإن أحسنت في تعليم الناس ولم تخرق بهم، ولم تضجر منهم، زادك الله من فضله، وأن أنت منعت الناس علمك أو خرقت بهم عند طلبهم العلم منك، كان حقاً على الله عزَّ وجل أن يسلبك العلم وبهاءه، ويسقط من القلوب محلك”.
وألزم النصائح وأجدرها بالاتباع، أن يعلم الطالب اللبيب أنه يجب أن تكون الغاية من طلب العلم هي كما أشرنا إليه تزكية النفس، وتهذيب الضمير، والتوصل إلى شرف طاعة الله تعالى ورضاه، وكسب السعادة الأبدية الخالدة.